Thursday, August 22, 2013

ليس لدي وقت


كثيراً ما نجد أنفسنا نتذمر ونشتكي من ضيق الوقت ومن كثرة الأعباء حولنا سواء كانت شخصية أو مرتبطة بأعمالنا.

نعم هناك كثير من الضغوطات وبالكاد يستطيع بعضنا أن ينجز ما عليه من مهام والإلتزامات ببذل الكثير من الجهد والتضحيات على مستوى الفرد والأسرة وغيرها. فغالباً ما نكون أسرى لجداول أعمالنا ومهامنا ونظل ندور في حلقات مفرغة، ولكن هل سنستسلم لهذه الظاهرة ونتركها تسلب صحتنا بتأثيرها النفسي علينا، وتسرق سعادتنا بإبعادنا عن تمضية أحلى وأجمل الأوقات الأسرية، بل يجب أن نصرخ بمل أفواهنا لاااااااااااااا، ونعيد النظر إلى حياتنا وكيفية تمضية أوقاتنا وترتيب أولوياتنا.

أود أن أشارككم بعض التجارب البسيطة التي أتمنى أن تساعد كل منا في الإستفادة القصوى من الوقت، حيث كنت كثيراً ما أشتكي من ضيق الوقت لتكملة ما علي من إلتزامات وكنت مخدوعاً بفكرة أن علي كثير من الأشياء ووقتي قليل، فأهديكم تجاربي الشخصية:


التجربة الأولى:


في عام 2006 بدأت الدبلوم العالي لتقنية المعلومات في ظروف صعبة جداً حيث إستلمت مدخل وظيفي بإحدى الشركات وكنت في فترة الإختبار، وكنت أذهب للمحاضرات بعد الدوام، حيث كان هنالك القليل من الوقت لإستذكار الدروس، فطرأت برأسي فكرة الإستفادة من زمن الترحيل صباحاً في الطريق إلى العمل، وخصصت تلك الساعة بالترحيل لمراجعة مادة نظم المعلومات، وإنتهى بي المطاف بتقدير (A) في تلك المادة آخر العام نتيجة إستغلال ساعة فقط صباحاً بالترحيل كان يمكن أن تضيع هدراً أو (شمارات) مع الزملاء.


التجربة الثانية:


في عام 2011 كان لدي معاملة في إحدى السفارات وكان علي الانتظار في صف طويييييييييييييل جداااااااااااااا من الساعة السادسة صباحاً حتى إنتهى بي الحال عند الموظف الساعة الرابعة عصراً، تخيل مدى الملل والذنوب والرتابة وعدم الموضوع إذا لم أستغل ذلك الزمن الثمين جداً، فالحمد لله كنت قد احضرت معي بعض الأوراق التي كان يجب علي قرأتها جيداً حتى اتمكن من إتمام بعض المهام بالعمل، ولحسن الحظ فعلت ذلك حيث أنني قد إستمتعت كثيراً بذلك الصف ولم ألاحظ أبداً مرور الوقت. لا تكترث لأي احد يعلق فكثيراً ما ستسمع (فاكيها في روحه).


التجربة الثالثة:


في عام 2009 بدأت شهادة الموارد البشرية المهنية (CIPD-CPP) وكان هنالك العديد من البحوث التي يجب إتمامها في زمن محدد، وكنت   كثير التسويف والتأجيل بحجة ضيق الوقت وكثرة أعباء العمل والأعباء الأسرية، وفجأة كان يجب ان اسافر إلى مدينة الأبيض لأسباب أسرية لمدة يوم واحد وكان ذلك آخر يوم لتسليم البحث الأول الذي لم أفكر حتى في محتويات أسئلته. وعندما صعدت إلى الباص فقط ألقيت التحية على الشخص الذي يجلس بجواري وبدأت العمل في البحث كتابة إلى أن وصلت مدينة الأبيض، نعم لقد فاتتني لحظات الاستمتاع بمناظر الخريف على طول الطريق ولكن قد إنتهيت من عمل كا ن يجب إنجازه منذ زمن طويل. وبما انني لم اوفق في ذلك البحث إلا ان العبرة في إستغلال 6-8 ساعات خلال السفر بدلاً من أن تضيع هباءأ منثورا.


من هناك:


هنالك منظر أجده في كل الدول التي سافرت إليها إلا في وطننا الحبيب، فتجد غالبية الأشخاص في الشارع العام أو المركبات العامة يحملون كتباً للإستفادة من زمنهم الغالي، فهذه ظاهرة عادية جداً في كل البلدان التي يتطلع اهلها للسمؤ والتطور بينما يتصف الشخص الذي يفعل هذا عندنا بالغرور أو التخلف أو غيره.


كلمة أخيرة:


واخيراً، لماذا لا نستفيد من ساعات الإنتظار بالعيادات أو أثناء المعاملات الحكومية أو صفوف الانتظار أينما كانت أو صالات المغادرة بالمطار او الميناء البري والكثير الكثير من الوقت الثمين الغالي الذي يمكننا ان نتصيده هنا وهناك بمعية كتاب أو وريقات نغذي بها عقولنا ونتعلم معلومة جديد يمكن أن ننقذ بها حياة شخص ما او نتعرف على طريقة مبتكرة لحا بعض من مشكلاتنا الحياتية اليومية، او كيف نطبخ بطريقة صحية ومفيدة أو كيف نربي أولادنا بعيدا عن العنف، إلخ.

هنالك الكثير الذي يمكن عمله في ساعات الإنتظار، لا أطلب منك أن تبدأ يتطبيق ذلك وتغيير حياتك بل فقط فكر فيما قرأت وأنظر إلى حياتك من منظار آخر والخيار لك فهي حياتك وأنت المدير العام لها.

كتبت هذه الرسالة وانا في طريقي إلى مدينة الأبيض الحبيبة بعد ان توقفت عن الكتابة لأكثر من شهرين، فهاأنذا أبدأ بالإستفادة من زمني. 

ولكم كل الود.